الأحد، أبريل 04، 2010

الكتاب الأول : دراعكهوليك


عندما نبدأ فى الإستسلام لمتطلباتنا ونسمح لها أن تتملكنا و أن يصبح لها الأولويه فى حياتنا بحيث ترقى إلى مرتبة الضروريات، فإننا بدلا من أن نبحث عن شرعية هذه المتطلبات فإننا نجتهد في البحث عن أي أسباب ........... لكى نعطيها نحن صفة الشرعيه التي تدعم قناعتنا الشخصية بأحقيتنا في هذه المتطلبات. وقتئذ يتولد لدينا قدرة غير عادية من الإبداع في إستبدال قوةالعقل بفكر الذراع.

تمهيد ......
لأن مصر هى موطن الإبداع فى المنطقة و لأننا كمصريين نحاول جاهدين دائما" إثبات قدرتنا على الإبداع فإننا كمصريين أيضا قد تفوقنا على أنفسنا عندما أستطعنا أن نوظف كل طاقاتنا و إمكاناتنا و قدراتنا فى خلق حالة من الإبداع العامة على مستوى الشعب الذى يقطن هذه البلد - التى هى عظيمة بتاريخها و إمكاناتها ايا كان قاطنيها - بحيث أصبح كل مواطن مصرى يستطيع أن يفعل أى شيىء يريده فى أى وقت يريده و بأى شكل يريده.

لقد تولدت لدينا ثقافة جديدة بدأت بأن أصبح كل مواطن هنا يتصف بأنه مصرى ، يصدق أنه مظلوم و أنه لا يأخذ حقه فى هذة البلد مثله مثل الأخريين الذين يركبون سيارة أحسن من سيارته و يعيشون فى منازل أفخم من منزله و يرتادون أماكن لا يستطيع هو أو من هم مثله إرتيادها، ثم تمحور عندنا الشعور بالظلم إلى الشعور بأنهم لا يستحقون ما هم فيه و أنهم قد وصلوا إلى ما هم فيه إما لأنهم حراميه أو مرتشين أو واصلين أى أننا تحولنا من شعورنا بالظلم إلى التصديق بإن الأخريين هم الظالمين.

و إزداد الأمر سوءا" عندما بدأنا فى الشعور بأننا نستحق أفضل مما نحن فيه و أن ما لدينا الأن – ايا كان - هو فقط لسد الرمق و أن السبيل الوحيد لأن نحقق متطلباتنا هو أن نجد الطريقه التى تمكننا من أن نأخذ ما نريده ......... لا أن نجني ما نستحق.

و عندما بدأنا بالتشبع بهذا المبدأ الأنوى لم يكن هناك بُد من أن نضفى الشرعية على هذه المتطلبات من خلال تجريم الأخريين و إستحلالهم بالتيعية.

وفى غياب القيم الإجتماعيه و تسطيح الدين إلى الحد الذى وصل بالحجاب عند المرأة لأن يكون فقط غطاء شعر فوق بنطلون جينز و بودى قد ألتصق بالجسد، ووصل بطول اللحيه وقصر الجلباب عند الرجل لأن يكون هو معيار التدين ، فقد نمت لدينا القناعة بأن هذه الثقافة الجديدة – ثقافة الذراع- هى السبيل الوحيد لتحقيق متطلباتنا بل و إستطاع الكثير منا أن يقنع نفسه أن ما يفعله هو حلال ......حلال لإن الأخريين الذى يتم إستحلالهم هم حرام.......حرام.

و لكن المشكلة الكبري هي أن كل واحد فينا أصبح علي قناعة تامه أنه في طريقه لتحقيق متطلباته كما يراها فإنه يقف فى جهة الحلال ..... حلال ، بحيث لم يبقي أحد منا ليقف علي الجهة المقابلة . لذا فقد قبلنا أن نستحِل أنفسنا بأنفسنا ونحن نقف جميعا في نفس الجهه ونطبق نفس المبدأ و نقبل أن نستحِل ونُستحل.

قد يختلف معى الكثيرين من مثقفى مصر أن ثقافة الذراع قد تفشت اليوم فى عموم الشعب المصرى وأنها موجودة ولكن في فئة معينه ولايمكن تعميمها.

و أنا لن أختلف معهم و لكنى أؤكد أن من كان منا لا يطبق ثقافة الذراع فى شق الإستحلال فهو بالأكيد يقف على الجهه المقابله مُستحَل، و لا يستطيع أن يدفع عن نفسه تهمة أنه شريك ولو بالسكوت على هذه الثقافة التى إنتشرت وتفشت فينا وقبلناها كأمر واقع نعمل جاهدين علي التعايش معه بدلا من أن نستميت في تغييرها.

إنني في هذا الكتاب لاأريد إثبات وجهة نظر علي الأخري ، ولكنني فقط قد قمت برصد بعض المواقف الحياتية اليومية التي تمر بنا جميعا كل يوم ومنا من يقبلها لأنها أصبحت عادة يومية لايمكن تغييرها ومنا من يتأفف منها ولكن يكتفي بإرجاع الأمر إلي صاحب الأمر وهو يقول لاحول ولاقوة إلا بالله والبعض الأخر قد يري أن الحكومة هي المسئولة وإن لم تعمل علي إصلاح البلد فلن ينصلح حال قاطنيها والنذر القليل يحاول الإصلاح وعندما يصطدم بالأغلبية يفقد الأمل ويستسلم إلي الواقع المرير الذي نعيشه. أما من يحاول التصدي لهذه الثقافة بقوة فإنه بكل تأكيد سيصبح إما مخالفا للجماعة أو متفذلكا أو عامل فيها أفندي ويصبح في هذه الحالة مُستحَلاً لإنه أصبح من وجهة نظر الجماعة يقف في جهة الحرام ........... حرام.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

ابدى اعجابى مبما كتبه الصديق محمد وجدى والتى نستخلص منها ان الزباله موجوده فى عقولنا نحن أن ازلنهانستطيع ان نزيل الكثر من الزبالات الموجوده حولنا نحن المقصرون باستتسلامنا نحن المقصرون
فلا حكومه ولا غيرها تستطيع أن تدعى انها قادره عن منع أحد ان ينظف عقله او يطهر روحه فعقلك ملكك وروحك ملكا لبارئك اذا استطعنا ان نعمل على ذلك استطعنا ان نزيل الكثير من القاذورات التى حولنا دون ان يستطيع أحد منعنا او فرضها علينا .

لا أحد يستطيع ان يمنعك ان تطبق شرع الله فى بيتك . ان تربى اولادك على قيم دينك . ان تلزم من هم مسئولون منك على الالتزام بالامتناع عن رمى القذاره او رؤيه القذاره او حتى التفكير بقذاره .
ازل الزباله من عقلك تزال من حولك

محمد عبد الهادى يقول...

ابدى اعجابى فيماكتبه الصديق محمد وجدى والتى نستخلص منها ان الزباله موجوده فى عقولنا نحن أن ازلنهانستطيع ان نزيل الكثر من الزبالات الموجوده حولنا نحن المقصرون باستتسلامنا نحن المقصرون
فلا حكومه ولا غيرها تستطيع أن تدعى انها قادره عن منع أحد ان ينظف عقله او يطهر روحه فعقلك ملكك وروحك ملكا لبارئك اذا استطعنا ان نعمل على ذلك استطعنا ان نزيل الكثير من القاذورات التى حولنا دون ان يستطيع أحد منعنا او فرضها علينا .

لا أحد يستطيع ان يمنعك ان تطبق شرع الله فى بيتك . ان تربى اولادك على قيم دينك . ان تلزم من هم مسئولون منك على الالتزام بالامتناع عن رمى القذاره او رؤيه القذاره او حتى التفكير بقذاره .
ازل الزباله من عقلك تزال من حولك

احمد الكاشف يقول...

ابدي اعجابي ايضا لطريقة الكتابة للموضوع و الرغبة في الوصول لحل للمشكلة عن طريق ابداء الرأي(التعليق) دعونا نتفق على ان المشكلة فعلا فينا و ان الكاكا في دماغنا احنا بس لو رجعناللتعريف لمسطلح ثقافة الذراع نجد ان الذراع هي القوة هي فعل و طبعا لة رد فعل يساوي لة في القيمة و عكسه في الأتجاه بس اعتقد ان الحل في حالة الكنافه الي احنا فيها لن يكون حل واحد و لكن مجموعه من الحلول , طيب ما الفرق بين الأستاذ رامي و عم زخاري ), رامي بيقدم الخدمة لكام عمارة و لكام شقة (العدد في اللمون)عكس عم زخاري الراجل اكل عيشه في صحته ضهرة واجعه من كم السكان الي ذاد في المنطقة المطلوب منةخدمتهم و اكيد الفرق كبير بين زمان و دلوقتي ,جايز المقابل المعنوي و المادي مختلف و التعريف المهني مختلف في الأذهان (زبال غير عامل نظافه)يمكن يكون الموضوع انة لما عمل شغلة صح ملقاش مقابل او تقدير يخلية يستمر و في الصح ممكن يكون الحل انه لازم يكون فيه تبادل للسلطه. رامي بايع الشغلانة عشان مش حاسس ان في عدل