الاثنين، يوليو 13، 2009

لاتستسلم للضغوط .. فهي لن تدوم مهما طالت


مهما كانت الضغوط من حولك
مهما تعددت الأزمات وتكالبت عليك المشاكل لتولد حولك غيامات من الضغوط التي إن أستلسمت لها هلكت وإن قاومتها لم تسلم من تبعياتها. وأعلم تماما مايدور الآن بعقلك وأنت تسأل:
طب لما هي كده كده بايظه .. يبقي لزمتها ايه بقي الدوشه ووجع الدماغ والكلمتين اللي حاتقولهم دول .. !!
إنني فقط أدعوك لأن تتخلي عن الضغوط التي تحيط بك وأن تحاول الخروج من دائرة المتاعب والهموم في محاولة لأن تقرأ هذه الأفكار التي نحاول طرحها عليك في محاولة جادة منا لأن نساعدك علي تغيير منظورك لما تراه أنت ظغوطا ونراه نحن فرصه عبقرية لأثبات قدراتك وإمكاناتك علي تناول مشاكلك بشكل فعال يثبت قدراتك الإدارية قبل أن يعلن عن إستسلامك لضغوط وقتيه لابد أن تزول في يوم من الأيام ولايبقي إلا ماخلقته أنت من إعلانك عن إنهزامك أمامها.
من منا لايتعرض لضغوط عمل أو ضغوط حياتيه بشكل يومي أثناء تناول مسئولياته في العمل أو في البيت أو مع الأصدقاء أو حتي وهو يجلس وحيدا يفكر في المستقبل. إنها سنة الحياة أن نحيا تحت ضغط مسئولياتنا بينما نكون مطالبين بأن نعيش حياتنا بشكل يسعدنا ولايتسبب في خلق المزيد من الضغوط علينا أو علي من حولنا.
إنني أرجوك أن تستمع وتتدير في قول العزيز الجليل في سورة العنكبوت "آلم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لايفتنون"
إن كل ماسنحاول بيانه هنا اليوم هو تفعيل هذه الأية العظيمة لتلقي بظلالها علي قدرتنا علي التعامل مع الضغوط التي تقابلنا في حياتنا بشئ من التفهم لطبيعة الخلق وكيفية التعامل معها بناء علي أفعالنا وليس علي إستسلامنا إلي ردود أفعال تخرجنا من دائرة الفاعل إلي دائرة المفعول به.
إنني هنا لاأتكلم عن قضية أيمانية ولكنني أتكلم عن مسلمة بديهية من بديهيات حياتنا التي نغفلها عن عمد وندفع ثمنها من أعصابنا ومن نتائج سلبية كان بالإمكان تغييرها لو أحسنا إدارة أفعالنا تحت الضغوط التي نتعرض لها.
نعم إنني لا أتحدث إلي الإنسان المسلم الحق فقط ولكنني أتحدث إلي كل الناس كما ذكر الله تعالي حين قال "أحسب الناس "ولم يقول أحسب المسلمون أو أحسب المؤمنون بل هو خطاب للناس كافة المسلم والمسيحي ، المؤمن والكافر أنه لن يستقيم لك الأمر أن تقول آمنت وتصبح في مأمن من أن تكون عرضه للفتنه. إذا فإن الفتنة التي يتولد عنها هذه الضغوط التي تستسلم لها وتبدأ في التعامل معها بردة الفعل الإنسانية في إلقاء التبعية علي من هم دونك في محاولة منا للتخلص من المسئولية وإلصاقها بشخص أخر حتي نتخلص مؤقتا من هذه الهموم هي وعد حق لن تفلح في الهروب منها بتحويل مسارها إلي شخص أخر بينما أن المطلوب منك أن تتعامل معها وأن تفكر في إيجاد الحلول المنطقية الأخلاقية لها بفعل إيجابي لا برد فعل سلبي يكلفك ثمن باهظ علي الأجل البعيد.
أنا أعلم أن هذه المقدمة طويلة نوعا ما ولكنني أراها أساسية في إرساء المبدأ الأول لنجاحك في إدارة ذاتك تحت الضغوط التي تتعرض لها. وأكاد أجزم أنني أسمعك وأنت تقول:
ها وبعدين .. عايز تقول أيه دلوقتي؟
دعوني آبدأ بوضع المبادئ الأساسية لتناول مسئولياتك تحت أي ظغط ناشئ عن ظروف – نراها قهرية – أو أفعال الآخريين الغير أخلاقية أو تداعيات موقف ما ليس لنا به دخل أو ما إلي غير ذلك من الأسباب التي تسوقها لتبرر ردة فعلك لهذه الظروف:
أولا: القبول : مالا تستطيع رفضه عليك بقبولة كما هو حتي لاتعيش في حالة الرفض التي ستسلمك إلي حالة السخط ومنها إلي الإحتداد ثم إلي مرحلة تبرئة النفس لتنتهي برفض الواقع واللي عايشينه واللي عايزين يعيشوه وهي مرحلة إعتقادك اليقيني بصحة موقفك وخطأ كل من حولك وهو مايؤدي إلي العزلة . أي أنك عندما تبدأ أنت بالرفض – وهو ماتستطيع أنت تغييره - ينتهي بك المطاف برفض الأخريين لك – وهو ما لا تستطيع تغييره بنفسك.
إذا فقبولك للواقع هو الأساس الذي ستستطيع منه الإنطلاق إلي تغييره إذا أردت
ثانيا: عندما تقبله ... أتركه : نعم أتركه وحاول الهروب منه إلي حيث تستطيع أن ترتب أفكارك بعيدا عن هذا الواقع الذي تقبله بحكم أنه إختبار ولكنك بطبيعة الحال لاتوافق عليه بحكم مسئولياتك. لهذا فإنه بمجرد قبولك للأمر حاول أن تبعد ذهنك تماما عنه لإنه ليس معني قبولك أن تستسلم له، ولكنه يعني أن تقبل وجود هذا الأمر في حياتك وأن تعمل علي تغييره من منطلق أخلاقي ومهني وأحترافي. لهذا يلزمك أن تعمل جاهدا علي أن تبعد تفكيرك تماما عن هذا الأمر وأن تبدأ بالتفكير في بعض الأمور الحياتية التي تستهويك والتي لاتحتاج منك إلي التركيز وذلك لكي تفسح المجال أمام عقلك للتفكير المتدبر في ما أصابك وأن تستطيع تحديد هدفك الأساسي وهو الحل وليس البحث عمن تسبب في هذه المشكلة
ثالثا : الحل قبل المتسبب : لاتنجرف وراء مشاعرك الإنسانية في البحث عن المتسبب فيما أصابك لإن هذا الشعور سيجرك إلي أمور فرعية لن تفيدك بل أنها قد تزيد المبلة طين. نعم لن تفيدك ولن يضيف إليك شئ معرفة لماذا فعل هذا مافعله أو لماذا لم يساندني هذا وهو صديقي كما أنه لن يفيدك أن تعرف من هو الذي وراء هذا الأمر. إن كل مايهمك الآن هو كيف يمكن إصلاح هذا الأمر للتخلص من الظغوط التي تحيط بك
رابعا : الحقيقة ... أنه لا حقيقة : نعم لايوجد حقيقة ثابته ، فمانعتقد نحن أنه حقيقة ثابته يختلف معنا فيها شخص ما في مكان ما يتبع منهج ما. فالحقائق الجوهرية العقائدية التي يعتنقها المسلم علي سبيل المثال قد يختلف معه فيها المسيحي أو اليهودي أو المسلم أيضا ، لهذا لاتتعامل مع الآخريين بناء علي قناعتك بحقيقة ماتعتقده ولكن حاول أن تتفهم منظوره للأمور لأنه حقيقة لايوجد حقيقة ثابته ولكن يوجد منظور ثابت لكل شخص يري من خلاله حقائقه.
خامسا : التفهم يزيدك فهما : لإن الإختلاف والتدرج والطبقية هي طبيعة الخلق حيث خلقنا الله شعوبا وأمما مختلفة ووضعنا علي درجاتتتفاوت في الرزق والأيمان والصبر ... ومال إلي ذلك. فإنك مطالب أن تتفهم دائما مشاعر وأفكار وأفعال الآخريين والتي تختلف جوهريا عن مشاعرك وأفكارك وأفعالك. إن تفهمك للآخريين سيساعدك بكل تأكيد علي فهم مايحدث حولك ولماذا حدث وبطبيعة الحال كيف يمكن التعامل معه.
سادسا : إعمل ماتراه أنت صحيحا : إن كل من حولك ينصحك بناءاً علي رؤيته وقناعته ولكن تأكد أن أحدا لن يستطيع أن يري ماتراه أنت إلا إذا كان يجلس في نفس موضعك ويتخذ نفس زاوية الرؤية التي تتخذها. لذا فإن النصائح التي تتلقاها جميعا ستساعدك فقط علي إتخاذ القرار الصحيح الذي ستتحمل أنت تبعياته لكنها لايمكن أبدا أن تكون هي القرار لإنه لايوجد من يستطيع أن يقرر لك ماذا تفعل إلا أنت.
سابعا : وفي النهاية لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا : عندما تحقق وتدقق في إتخاذ قرارك بناءاً علي قناعتك ورؤيتك فإن هذا سيمكنك بالفعل من تحمل تبعيات قرارك الذي أتخذته بعيدا عن الضغوط والمؤثرات ومن منطلق قناعتك بصحة قرارك وهو ماسيعطيك القوة لإن تتقبل نتائج قرارك أياكانت وأن تعتبرها مرحلة قد مرت – وستمر سواء رضينا أم أبينا – لنتعلم منها ماسيفيدنا في المستقبل بل وأن ننظر لها بعد عدة سنين لنضحك علي أنفسنا ونحن نتسائل ... كيف وقعت تحت ظغط مثل هذه الأمور البسيطة لإنه وقتها سيكون هناك أمور أخري ستراها أصعب بالتأكيد
















هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

I like the sequence used in your analysis and your perception to matters.. I think that most of us are really consumed in their daily responsibilities and activities (I am one of them), that they even postpone thinking and rationalizing what is happening.. Which means that they have first to drag themselves from the inner circle to be able to see the global picture first, then start figuring out the issues.. Finally adopting your way of solving the troubles…

غير معرف يقول...

I do agree with what you said and it is there in the step no. 2 where you have to get yourself out of the issue.
عندما تقبله ... اتركه
Anyway, it is all about our perception and how much do we believe into other's right to have their own perception too

غير معرف يقول...

THE WORLD WILL ALWAYS KEEP PUSHING , I FOUND THIS MAIL ACCIDENTLY ,ALTHOUGH I KNOW THE PREVIOUS INFO BUT READING IT AGAIN MAKES ME FEEL BETTER I HAVE ANOTHER THING TO ADD TO YOUR GREAT SPEECH BOSS :)
'انا عند ظن عبدي بي ' IT WAS NOT MENTIONED HERE EITHER GOOD THOUGHTS OR BAD THOUGHTS WHICH MEANS WE HAVE TO CONTROL OUR THOUGHTS COZ IT IS GOING TO BE ACTIONS CONTROL OUR ACTIONS COZ IT IS GOING TO BE HABBIT
HOPE THE INFO IS USEUL