الأربعاء، يونيو 24، 2009

2) - مصر والبرازيل ............. درس في الإدارة








عندما نفقد القدرة علي تحديد أهدافنا بوضوح نكتسب قدرة غريبه في الدفاع عن أفكارنا وأفعالنا الحاليه بل وخلق دلالات مستقبليه لنتائج هذه الأفعال.
إن طبيعة البشر عموما ترتكز علي المعرفه ، فعندما خلق الله سبحانه وتعالي أبو الخلق – أدم – فضله علي الخلق جميعا بأن أعطاه العلم. لهذا نجد أن بني أدم يستميتون في الدفاع عن إرث أبيهم أدم .
فقط حاول أن تبدأ نقاش مع أحد آبناء أدم لتجد أنهارا من المعرفة تغمر المكان لاتعرف لها منبع ولا تستطيع أن تعرف لماذا تم فتح هذا الموضوع الآن وبطبيعة الحال كيف سيتم غلقه.
ولكن المشكله الحقيقية ليست في هذا الموضوع الذي تم فتحه غصبا عنك لابغرض إلا لإثبات المعرفة وفتح مجال الحديث للطرف المتحدث – وانت ممكن تخبط دماغك في الحيط لو حبيت.
كنت باتكلم في يوم مع صديق عن حال المنتخب الوطني لكرة القدم ومدربه الوطني القدير المعلم حسن شحاته والذي كان يلاعب فريق البرازيل وموريهم الويل وبالكاد إستطاع فريق البرازيل أن يخطف المباراة في أخر دقيقة من عمرها بضربة جزاء صحيحة فنيا خاطئة إداريا . وفجأة بادرني صديقي بالسؤال .. إنت أيه رأيك في حسن شحاته؟
فأجبته في منتهي الهدوء وبدون إنفعال وفي كلمتين بسيطتين جدا ، والله هو مدرب كويس محظوظ حماسي بيحب البلد دي قوي لكنه يفتقر إلي الوعي الخططي ... بمعني ..إإ
وكأني فتحت علي نفسي بوابة جهنم ، حرام عليكم بقي
هوه انتم عايزين ايه ، الراجل جايب لكم بطولتين امم ورا بعض 2006 و 2008
ولسه مقطع البرازيل دلوقتي قدام عينيكوا
ومخلص قبل كده علي الكاميرون وساحل العاج
ده إحنا ماشوفناش فرحة زي دي في حياتنا قبل كده
ده الجيل ده احسن جيل عمل إنجازات في تاريخ الكره المصرية ، ده عمل اللي ماحدش قدر يعمله قبل كده وكل ده وموش عاجبكم والله العظيم حرام عليكم.
أنا لاأعلم بالضبط ماهو الحرام فيما قلته ولكن صديقي الدكتور إكتشف شئ ما في كلامي يمكن أن تكون فيه شبهة حرمانيه بشكل أو بأخر.
عموما ، نظرت إلي صديقي بهدوء وقلت له ، وأنا أوافقك علي كل ماقلته بل وأزيد بأن هذه الإنجازات مجتمعة تعتبر إنجازات عالمية يصعب علي منتخبات أخري تحقيقها.
ولكنك قمت بسرد تاريخ نعلمه كلنا بدلا من أن تسألني ماذا أقصد بكلامي هذا.
فنظر لي نظرة مرات الآب وقال لي :
حتقصد آيه يعني ، ماهو علشان انت أهلاوي لازم تقطع في حسن شحاته الزملكاوي .. ماهي باينه اهيه
في الحقيقة ، لقد تملكني الغيظ من صديقي الدكتور الذي يتبع سياسة العامة عندما تبدأ في فتح مجال للنقاش بإسلوب علمي مثقف ومنظم ومن ثم تجدهم يقوموا بفتح مجالات التشكيك وعدم المصداقية وعدم الإنتماء وماغير ذلك من مواد تثبت عدم حياديتك وإنحيازك لجهة ما وبالتالي تصبح أراءك مشكوك فيها
يادكتور .. انا اوافقك في كل ماقلته ولكن
إن هذه الإنجازات التي تتحدث عنها هي إنجازات تحسب للاعبين الذين لم يحصدوا فقط بطولتين للأمم الأفريقية في أربع أعوام ولكنهم حصدوا معها سبعة عشر بطولة أخري من دوري مصري وكأس مصر والسوبر المصري وبطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري والسوبر الأفريقي وثالث العالم في بطولة العالم للأندية.
إن إنجازات حسن شحاته مربوطة بشكل كبير بتفوق النادي الآهلي في نفس الفترة في إعداد فريق إسطورة لم يحدث في تاريخ الكرة المصرية ولا العالمية.
لقد وجد حسن شحاته فريق جاهز في 2006 وأيضا في 2008 ممثل في حوالي 8 لاعبين هم عماد الفريق القومي وتم دعمهم بثلاثة لاعبين متميزين فكانت النتيجة تحقيق المستحيل.
إنه مدرب كبير يستطيع بالقعل تحفيز وتحميس اللاعبين – الجاهزين - لإخراج أفضل ماعندهم ولكنه لايمتلك الوعي الخططي اللازم لبناء فريق يواجه به الأزمات.
إني أدعوك ياصديقي أن تخرج من وراء هذه النظارة التي تحدد قدرتك علي الرؤية وأن تنظر للأمور بنظرة تحليلية لتري جيدا مايحدث حولك.


ماهو الهدف من بطولة القارات؟


نعم لقد ذهبنا لهذه البطولة لإننا أبطال أفريقيا ولكن ماهو هدفنا من هذه البطولة هل هو

إحراز البطولة أو

إحراج الفرق الكبيرة مثل البرازيل وإيطاليا وأسبانيا أم

التمثيل المشرف بحيث لانخسر بفارق كبير أم

لتعويض الإخفاق الذي تم في بطولة عام 99 أم

لإن هذه البطولة هي خير إعداد لمنتخبنا في رحلته في تصفيات كاس العالم والذي يلزمه فيها أن يفوز في الأربعة مباريات القادمة وأن يحرز علي الأقل عشرة أهداف فيها ليعوض فارق الأهداف لصالح فريق الجزائر والذي سيحدد الصعود في حالة تساوي النقاط.

بمعني أخر . فإن الهدف من هذه البطولة هو إعداد الفريق ليلعب بطريقة هجومية شرسة أمام الفرق وإحراز عدد وافر جدا من الأهداف حتي تتمكن من الصعود إلي نهائيات كأس العالم.



ولكن ماذا حدث ، لقد لعبنا مع البرازيل بتأمين وسط الملعب وبدون مهاجم صريح وأستطعنا إحراز ثلاثة أهداف وقامت الدنيا ولم تقعد . من منا يستطيع مع هذا الإنجاز أن يقول أن حسن شحاته مدرب غير كفؤ من الممكن أن يقتل في ميدان عام لإتهامه بأنه عدو الشعب ومتأمر.
ولكن الحقيقة التي أغفلها الكثيرين هو أن هذه النتيجة كانت لثلاثة أسباب منطقية:

أولها أن طريقة لعب البرازيل المهارية تعتبر هي أفضل طريقة تمكن المنتخب المصر المهاري أيضا من إظهار إمكانياته وإحراز الأهداف من أنصاف الفرص

وثانيها هو أن المنتخب البرازيلي تمكن من إحراز ثلاثة أهداف في نصف ساعة بدون مجهود مما أعطي إنطباعا للاعبين بأن بإمكانهم الفوز في أي وقت لذا كان التراخي الذي شهدناه في الشوط الثاني

وثالثا هو أن المنتخب المصري يمتلك لاعبين مهاريين يحتاجون مساحات واسعة لإظهار إمكاناتهم مثل أبو تريكه وأحمد عيد وزيدان ولإن البرازيلين يلعبون مباراة مفتوحة فقد أعطي هذا الفرصة للاعبينا لإظهار مهاراتهم.

ويبقي السوال .. هل أداء المنتخب المصري في هذه المباراة يبشر بالخير ويطمئن المصريين في طريقهم للوصول لحلم المونديال.
والإجابه بكل تأكيد هي .... قطعا لا
إن المباريات القادمة أمام المنتخب هي مباريات كؤوس لن تجد فيها هذا اللعب المفتوح والكره المهارية ولكن ستجد مباريات مقفوله بالضبة والمفتاح ، ستجد طريقة اللعب الإيطالية الدفاعية الصلبة وطريقة اللعب الأمريكية الجادة العنيفة
أي أن الفيصل هنا ستكون المباريات القادمة وليست هذه المباراة ..... فماذا حدث في هذه المباريات
هذا هو ماسنعرفه في مقال غدا إن شاد الله.

هناك تعليق واحد:

Abu shab Nidal يقول...

أن معك قلباً وقالب فيما ذكرت والنتيجة المؤؤؤؤؤؤؤؤلمة التي فجعتنا في مبارة أمريكا بعد الفوز على العملاق ايطاليا تؤكد فكرتك ونظرتك وتظهر أن إدارة الفريق لاتملك أهداف واضحة و لا حسن إدارة في النهاية إلي حققوه الأبطال كان رائعاً ولكن مع شوية إدارة وتنسيق ومنح جهات أخرى الفرصة للمشاركة في وضع خطط استراتيجية للمنتخب كان ممكن نحقق أفضل فشكراً لهم ولهم منا كل الأحترام والتقدير