الخميس، يونيو 25، 2009

3) - هزيمة بطعم الإنتصار ... أم إنتصار برائحة الهزيمة





لإننا لعبنا مباراة البرازيل بغرض إثبات الذات و حتي نثبت لجماهير مصر الحبيبة أن هؤلاء اللاعبين هم من أحسن أجيال الكرة في مصر وأن الهزيمة في مباراة الجزائر كانت سحابة صيف ، فقد بذل اللاعبون مجهودا جبارا لأثبات نفسهم وللدفاع عن أسمائهم وكيانهم ولهذا كانت النتيجة – برغم الهزيمة – مرضية ومقبولة من الشعب بل وأعتبرها البعض هزيمة بطعم الإنتصار.
ولكنني أود أن أسأل ، أين كان الجهاز الفني للمنتخب ؟
أين كان مدير المنتخب؟
هل كان يفكر في كيفية اللعب مع البرازيل وأثبات الذات ليبرهن لجمهور مصر الحبيبة أنه مدرب قدير ويستطيع اللعب مع الكبار كما أشار في تصريحاته صباح يوم المباراة.
ولكنه نسي أن هذه المباراة يجب أن تكون للإستعداد للمباريات الحاسمة التي ينتظرها الشعب المصري كله ، فلو أن هذا الجيل الحاصل علي بطولتين أمم أفريقية وثلاث أبطال دوري ووصل كأس العالم للأندية ثلاث مرات وغرد بأسم مصر في المحافل الدولية جمعاء لم يصل إلي نهائيات المونديال ... فمن الذي سيصل؟
أجل لقد نسي المعلم أن المطلوب هو إعداد الفريق للمباريات الأربع القادمة وليس لحجز مكان وسط الكبار لهذا فقد لعب مبازاة البرازيل بتشكيل يتناسب مع البرازيل ولايتناسب مع الخطة المطلوب تنفيذها.
إن أهم مبادئ الإدارة هو أن لاتنساق وراء المعطيات وأن تركز جدا في خطتك وطريقة تنفيذها مهما كانت المعوقات ومهما كانت المغريات . لهذا نجد أن المدير الناجح هو الذي يصنع النجاح رغم كل معطيات الفشل من خلال خطة إجراءات واضحة المعالم ولها أهدافها المرحلية التي تخدم الهدف العام في النهاية.
أما المدير الذي يحاول إثبات النجاح فهو المدير الذي يحاول أن يثبت نجاحه في كل خطوة يخطوها وأن يجعل النتائج هي المقياس الحقيقي لأداء فريق العمل بحيث يهلل عند تحقيق إنتصار ويبدأ في الدفاع عن أي إخفاق ويعد بتعديل المسار وتحقيق الإنتصارات في المرات المقبلة وبالتبعية تبدأ الإحتفالات عند أول إنتصار مقبل. ولكن أين هي الخطة التي يسير عليها هذا المدير وأين هو الكيان الذي يصنعه ليضمن نجاح الخطة في النهاية أو علي الأقل ليظهر مواضع الإخفاق في الخطة الموضوعة والتي أدت إلي فشل المخطط الإجمالي حتي يتم تلافي ذلك في المستقبل.
بطبيعة الحال إن هذا المدير لايهتم كثيرا بأن يبني لمن بعده لإنه قطعا يعمل لليوم فقط .. واليوم فقط يعني أن ننتصر في موقعة اليوم ويصبح الغد لناظره قريب.
وعندما وصلنا إلي مباراة إيطاليا وتحقق المراد من رب العباد بأن حققنا لإول مرة الفوز علي إيطاليا بهدف جميل يعكس الإصرار من جميع اللاعبين علي إثبات الذات وأن لاتمحي الصورة الجميلة التي تم رسمها منذ ثلاثة أيام في مباراة البرازيل.
ولكن وللمرة الثانية أسأل .. أين هو المدير ؟
لقد وصلت إيطاليا إلي منطقة الستة ياردات ستة مرات بإنفرادات غريبة الشكل تنبأ عن مدي تواضع الدفاع المصري وتظهر بمالايدعو مجال للشك أن قدرة الله سبحانه وتعالي فوق الجميع لنري عصام الحضري الذي كان بالأمس القريب عجوزا كهلا قارب الإعتزال يشرب من كأس مية المحياة ويستعيد حيويته وشبابه ويتصدي وحدة لغزوات الطليان وتكون نتيجةمستوي أداؤه هي 10 من 10 حسب تقدير الإتحاد الدولي.
ولإننا لازلنا لم نفهم الدرس فقد خرجنا كالمعتاد نهلل ونكبر وسهرت الجماهير في الشوارع حتي فجر اليوم التالي من الفرحة وهي تتغني بالمنتخب وبمدير المنتخب وأتصل بي صديقي الدكتور ليقول لي بمنتهي الشماته:
ها ياخويا ... ها ياعم المدير
قوللي بقي مابيفهمش
قوللي بقي بالصدفه
اهم عملوها تاني النهاردة وقطعوا الطلاينه زي ماعملوها في البرازيل
قول بقي كلمة حق واعترف بإن الراجل ده فلته في عالم التدريب ، واحد عمره ما درب فريق درجة أولي وكان وهوه بيدرب فريق المقاولين اللي كان درجة تانية يغلب الزمالك وبعدين الأهلي وياخد كاس مصر والسوبر
ده معجزه
ده ماحصلش
في الحقيقة قعدت أسمعله وانا موش عارف أقول أيه لإن الكلام اللي بيقوله فيه ثمانين مليون إنسان مقنعين به ومن غير المعقول إني أكون أنا الوحيد اللي موش مصدق.
طبعا أكيد واحد بالإنجازات دي لازم يكون شخصية مقاتلة جبارة حماسية عندها القدرة علي تحدي الصعاب وتحقيق النصر في الموقعة تلو الموقعة ولكن هذا لايعني علي الإطلاق أن يكون لديها القدرة التخطيطية لبناء فريق ولتحقيق خطة بعيدة المدي.
إن حلم الوصول للمونديال هو حلم كل مصري الذي بدأ منذ فوزنا ببطولة الأمم 2008 يوم أن إقتنع الشعب المصري كله أننا نستحق الوصول للمونديال ... ولكن ماهي خطة الوصول ؟
هل قمنا بإعداد خطة تبدأ في القاهرة في يناير 2008 وتنتهي في جوهانسبرج في مايو 2010 وإعلانها حتي يستطيع هذا الشعب المغلوب علي أمره أن يري خارطة الطريق ويعلم ماهي المؤشرات لكل مرحلة وأين الخطأ حال وقوعه وكيفية إصلاحه.
إن هذا هو دور المدير الذي نتحدث عنه ، المدير الذي يعمل لنجاح مشروعه قبل إثبات نجاحه الشخصي أو نجاح طاقم العمل.
وبنظرة تحليلية بسيطة جدا لمباراة إيطاليا نعلم أن دفاعاتنا المصرية ضعيفة المستوي وأنه يمكن إختراقها والتسجيل كما حدث في مباراة البرازيل أو إختراقها وعدم التسجيل بمشيئة الله سبحانه وتعالي كما حدث في مباراة إيطاليا.هذا بالإضافة إلي أن هجومنا ليس بالهجوم الفذ الذي يستطيع أن يحرز ثلاثة أهداف في فريق متكتل كما هو متوقع في المباريات الحاسمة للمونديال.لهذا فإنني لاأراها إلا إنتصار برائحة الهزيمة
ولهذا فإنني أدعو كل المصريين لإن يتجهوا بالدعاء من الآن حتي تمر مباراة أمريكا مثلما مرت مباراة إيطاليا بأن يسترها معانا ربنا ويخلي عصام الحضري عرض عرضين بحيث كل ما يمر واحد من الأمريكان من خط الدفاع بتاعنا يلاقي الدنيا سد قدامه ويحط الكره في أيد والا رجل والا صدر عصام أو يطلعها بره ويخلصنا أو تجيله زغطه تخليه يقلش وهوه بيشوط.
وإلي مباراة أمريكا ...لنري النتيجة سويا في المقال التالي إن شاء الله

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كلام منطقى وهذا لا ينطبق على المعلم فقط او حتى الجهاز الفنى كله ولكن اغلب الناس يفكر فى حياته كلها بطريقه مرحليه بمعنى انه لا يفكر فى المرحله القادمه من حياته ولا يخطط لها الا بعد الانتهاء من المرحله الحاليه اولا (وبعد كده يبقى يحلها حلال) ونعم بالله لكن الانسان لازم يفكر ويخطط لحياته اما النتائج فهى بيد الله وليست بيد الانسان او نتيجه طبيعيه لهذا التخطيط